المشاركات الشائعة

الخميس، 16 يونيو 2011

أنتم مصر


في مصر المحروسة لا تنتظر حدوث الممكن فقط.. ولكن ينبغي عليك توقع المستحيل والغير الممكن.. البعيد كل البعد عن إطار العادي لكل دول العالم.. فمصر لها طبيعة خاصة ومتفردة.. وكذلك شعبها له نفس القدر من التفرد والتميز.. في مصر فقط نقوم بثورة ضد قمع الحريات والظلم وإهدار الكرامة.. ونحمل رئيس الوزارة على الأعناق ويتم تعميده في ميدان ثورتنا وأيقونة صمودنا وتضحياتنا.. الميدان الشاهد على صمودنا وقدرتنا في نفس الوقت.. وكل ميادين مصر كذلك..شاهدة على مهر غالي دفعناه ليد الحبيبة مصر.. ثم بعد ذلك يأتينا رئيس وزرائنا بقانون يُجرم الاعتصام والتظاهر.. وبذلك يحرم قطاع أساسي ومهم في مصر من حق المطالبة بحقوقهم وهم العمال والفلاحين.

هذه "العبقرية" في التعامل مع الثوار لن تجدها إلا في مصر المحروسة.. وكأننا نسن سننا نتفرد بها عن الغير ونخرج بها عن إطار المألوف والمعروف.. فلم أجد أحدا إلا وانتقد هذا القانون الغريب جدا في دولة مازال الدم في عروق أبنائها يجري مدفوعا بثوريته.. وكأنهم أخرجوا لنا ألسنتهم وقالوا لنا: يا ثوار: أبوكم السقا مات.

ثم أتسائل كثيرا ما معنى كلمة "فئوية"؟ وبعض النظر عن أن فئوية هي خالة أحدهم..ومن الممكن أن تكون خالتي في نفس الوقت..إلا أنني أجد هذه اللفظة الرديئة الاستخدام حقيقة قد أصبحت من معاول هدم الثورة المصرية..يستخدمها حسن النية وخبيثها معا.. كيف نصف مطالب عمال مصر وفلاحيها بأنها مطالب فئوية؟!! وكأن هذه المطالب ليست مطالبا مشروعة ولا عن حق؟! ظلوا يمارسون الزن على آذان الناس حتى إنك لتجد الإنسان البسيط والعادي.. وتجد الجاهل والمثقف..والمسئول وغير المسئول يقولون فئوية فئوية..وكأنهم استبدلوا لفظة "سامية سلمية" بلفظة أخرى دمها ثقيل وخالية من أي روح أو حياة.. وهي "فئوية فئوية".

لن أتكلم في تفاصيل القانون المقيت هذا.. لأنه لم يعد يهمني الكلام في تفاصيل تعرقل مسار الثورة.. التي أصبح الخطر يحيط بها من كل جانب.. وتداعت عليها ضباع السياسة وكلاب المصالح.. وأصبح مصير ثورتنا في أيدي غيرنا.. وهذا تفرد أخر تفردت به الثورة المصرية.. أن تقوم بثورة وتهدم نظاما ثم بعد ذلك تعطي ثورتك للآخرين كي يكملوا هم المشوار!

ما يشغلني الآن هو استعادة ثورتنا من أيديهم.. ما يشغلني الآن أن يدرك المجلس العسكري الذي يسير شئون البلاد أننا نريد بلادنا كما تمنيناها.. نريد مصر التي ضحينا من أجلها دما وجروحا ودموعا.. بلادنا التي أطبق علينا فيها الهمّ لسنوات وما تركنا ولكننا نحن الذين نفضناه عن أجسامنا.. وطردناه من نفوسنا وعقولنا.. وليعلم الجميع أننا على استعداد بأن نواجه العالم كله من أجل استعادة بلادنا..وليعلموا أيضا بأننا لن نترك مصر للعبث مرة أخرى..لن نتركها للعواجيز ولا للبراويز.. لن نتركها لضباع السياسية الذين لا يشغلهم الإنسان المصري قدر ما تشغلهم أموالهم وأولادهم.. من أراد منكم أن يحيا معنا في مصرنا التي تمنيناها فأهلا به.

ولفلاحينا وعمالنا نقول..اعلموا أنه لولاكم لما استطاعت الثورة أن تنجز شيئا..فأنتم عصب الثورة وعودها القوي..وأنتم اليد التي أرعبت جميع من كانوا يتمسكون بالنظام القديم..فوقفتكم أرعبتهم..وخروجكم عجل بهروبهم من على الكراسي..والتظاهر والاعتصام حق لكم لا تفرطوا فيه..أنتم أصحاب مصانعكم ..أنتم مُلاك أراضيكم..أنتم مصر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق